منسدلة

الاثنين، 10 أغسطس 2015

الحكامة في التربية و التكوين



تم تداول مصطلح الحكامة لأول مرة من طرف البنك الدولي في سنة 1989 الذي اعتبر أنها: "أسلوب ممارسة السلطة في تدبير الموارد الاقتصادية والاجتماعية للبلاد من أجل خلق التنمية"، وكان هذا التداول في إطار تأكيد البنك الدولي على أن أزمة التنمية في العالم النامي هي أزمة حكامة بسبب فساد النظم السياسية وضعف التسيير والتخطيط .
ومن أجل أن تقوم الحكامة لابد أن نستحضر تكامل كل من عمل الدولة ومؤسساتها والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، فلا يعقل أن نتحدث عن حكامة دون تكريس المشاركة والمحاسبة والشفافية. فالحكامة توجد في ظل الديمقراطية الإدارية للمسؤولين في وظائفهم العامة ومؤسسات المجتمع المدني، وبالتالي ضرورة وجود نظام متكامل من المحاسبة والمساءلة السياسية وتطبيق فصل الخاص عن العام وحماية الشأن العام من تعسف الشأن الخاص، والقدرة على محاسبة المسؤولين عن إداراتهم للموارد العامة.
معايير الحكامة :
وللحكامة معايير مختلفة يتطلب الاهتمام بها واستحضارها حتى نتمكن من الحديث عن حكامة رشيدة، وهي :
_ تحقيق دولة القانون .
_ إدارة القطاع العام في جو ديمقراطي .
_ السيطرة على الفساد والقضاء عليه .
_ خفض النفقات العسكرية .
_ المحاسبة السياسية والاقتصادية .
_ الاستقرار السياسي الداخلي .
_ فعالية الحكومة ونوعية الاقتصاد وتنظيمه .
_ المشاركة والشفافية .
_ حسن الاستجابة للتدخل .
_ الرؤية الاستراتيجية للأمور والقضايا .
ويمكن اعتبار هذه المعايير من المعايير العامة التي يمكنها أن تكون وراء تحقيق حكامة رشيدة داخل البلاد. وبالتالي إبداع نظريات وأفكار لخدمة التنمية والتربية والتعليم .
تعريف الحكامة :
والحاكمة هي أداة لضبط وتوجيه وتسيير التوجهات الاستراتيجية الكبرى للمؤسسة، يمكن تطبيقها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وهي أسلوب جديد في التدبير يدعم تذويب الحدود وتشجيع التشارك بين المسيرين والمساهمين وتتوخى الحكامة حسن التنظيم وتوزيع المسؤوليات وصقل القدرات ودعم التواصلداخليا وخارجيا، وهي أداة لتأهيل الجامعة والمدرسة للدخول في التنافسية الوطنية والدولية والاستجابة للمهام الرئيسية التي أناطها بها القانون .
الحكامة في التربية والتعليم :
لا يمكن الحديث عن الحكامة إلا ضمن عملية تربوية سليمة لا تعاني مشاكل يصعب حلها وتقف حجرة عثرة أمام التطور التعليمي والتربوي، ولذلك فالحكامة هي أداة لضبط وتسيير التوجهات الاستراتيجية الكبرى للمؤسسة التربوية التي استطاعت أن تتفوق على مشاكلها العويصة، والتي من خلالها يمكن توجيه الأداء التربوي ومحاولة القضاء على الفوارق وتشجيع القدرات والكفاءات من أجل تحقيق أهداف سامية. وبالتالي فهي –أي الحكامة- ستكون أداة لرفع المعنويات من أجل خلق منافسة تربوية داخل المدرسة والمؤسسة التعليمية ضمن مخططات مسطرة مسبقاوضمن ضوابط تتمثل في الشفافية والتزود بالمعلومات الضرورية واحترام الحقوق والواجبات .
تتأسس الحكامة على العديد من الأسس التي تعتبر دعامات لتوجيه وضبط وتسيير العمل التربوي داخل المؤسسة التعليمية ونذكر منها على الخصوص : حسن التدبير والذي يعني اعتماد آليات حديثة في تدبير الموارد البشرية محترمين كل الضوابط التي تساعد على هذا الأمر، إضافة إلى إشراك كل القطاعات الحكومية في العملية وكل الفاعلين الأساسيين وغير الأساسيين والذين لهم غيرة على التربية والتعليم ولهم إرادة قوية للمشاركة في العمل والمساهمة في الرفع من الشأن التربوي .
ولا يمكن أن ننسى أن أهمية انخراط القوات الحية في مسلسل إصلاح المنظومة التربوية سيساهم مساهمة فعالة وذات أهداف نبيلة في تطور التعليم، ونذكر من هؤلاء الهيئات السياسية والتمثيلية والنقابات وجمعيات المجتمع المدني والمواطنون العاديون. وما نسجله على هذه القوات داخل المجتمع المغربي أنها مازالت قاصرة على أداء دورها في المجال ومساهمة كل فئة من موقعها في الدفع بعجلة الإصلاح التربوي ونقد ما يمكن نقده حتى نشعر أننا في مجتمع متحرك له غيرة على تعليمه وتربية أبنائه، ولكن كل هذا يبقى من الأماني في ظل غياب فاعلية في هذا الإطار ما يساهم في تردي المنظومة التربوية ويقلل من قيمة الإصلاحات المتلاحقة بحكم عدم وجود مساهمين وشراكات قوية تدفع بها إلى الأمام وتحقيق كل الأهداف المسطرة .
كثرت خلال السنوات الأخيرة الانتقادات الموجهة إلى قطاع التعليم في المغرب، بل ازدادت التقارير عددا وتفنيدا لمضامين كل مشاريع الإصلاح التي تتبناها الحكومات المتلاحقة، بل دفعت بعض المؤسسات والمنظمات الدولية إلى رفع مستوى النقد تجاه التعليم المغربي وزادت حدتها مع مرور الأيام. وبرغم عدم اتفاقنا مع كل هذه التقارير التي غالبا ما تنحو نحو تضخيم المشاكل والتردي التعليمي في المغرب لأنها تخلط المهمة النبيلة التي تتزعمها، وهي مراقبة القطاعات الحيوية في كل البلدان في المعمور، بالسياسة وبالمواقف والقناعات الفكرية والسياسية لدى أعضائها، وهذا لعمري ما يضرب مصداقية هذه التقارير الوطنية والدولية. وقد نرد هذا التضارب إلى ضعف تسويق مشاريع الإصلاح التعليمي والتربوي من طرف الحكومة ومؤسساتها وإلى عدم الانفتاح على وسائل الإعلام المحلية والوطنية والدولية وإفساح المجال لها للحصول على المعلومة الصحيحة وعلى حقيقة الأمر .
كل المطالب اليوم ترفع شعار تحسين جودة الخدمات والفعالية في قطاع التربية والتعليم، وكل هذه المطالب أيضا ترفع شعار تنفيذ المشاريع والقرارات المتخذة دون إبطاء أو تراجع حتى تتحقق الأهداف المنشودة والمسطرة مسبقا. والحكامة تتطلب في استحضارها العمل على تنفيذ كل القرارات والاتفاقيات المبرمة مع الشركاء والفاعلين. ومن هنا يمكننا أن نكون في مستوى الحديث عن تخطي المرحلة الصعبة من الإصلاح التربوي والتعليمي. فلا يعقل أن ننتقل مباشرة إلى تنفيذ مشاريع إصلاحية جديدة في حين لازالت مشاريع واتفاقيات قديمة لم تجد طريقها إلى التنفيذ والوجود الفعلي في الساحة التربوية .
إن ضعف البنيات التحتية وغيابها في بعض الجهات قد يكون سببا في تعطيل أي توجيه وتدبير تربويين سليمين. ولذلك فالدعوة إلى إحداث مؤسسات تعليمية مدرسية وجامعية أصبحت ضرورة وواجبا وطنيا لا يعلو عليه واجب. ومن هنا ننتقل إلى تحسين الأوضاع الاجتماعية والمادية للفاعلين بالقطاع كما جاء في الميثاق الوطني للتربية والتكوين. وبالتالي الرفع من مستوى الجودة والخدمة التربوية داخل مؤسساتنا التعليمية والجامعية .
إن الحكامة داخل القطاع التربوي اليوم تفرض العمل على تنفيذ وتطبيق مباديء الميثاق الوطني للتربية والتكوين، بل ترفع من مستوى التفاعل والتشارك داخل هذا القطاع. ومن هذه المباديء التي نتحدث عنها نجد أن الارتقاء بجودة التعليم بمختلف الأسلاك وإلزامية التمدرس مبدأ يفرض ذاته اليوم، فالجودة ضرورية بل هي هدف أسمى ووسيلة أرقى للوصول بتلميذ اليوم إلى بر الأمان في ظل انفتاح ثقافي وإعلامي يؤثر تأثيرا خطيرا عليه إذا لم يجد من ينتشله من دوامة المعلومة الغزيرة التي يتلقاها في الشارع والبيت وعن طريق التلفزيون ووسائل التكنولوجيا الحديثة. أما الاستقلالية واللامركزية واللاتمركز مبدأ من مباديء الحكامة أيضا، بل هو مبدأ يساهم في خلق ديمقراطية جهوية ومحلية تساهم في الرفع من مستوى التربية والتعليم جهويا ومحليا ووطنيا .
والحكامة التي تستحضر هذه الأسس التي حللناها تدعو الجميع إلى التحلي بروح التضحية وتقديم الغالي والنفيس من أجل تطوير تعليمنا الوطني الذي هو في حاجة اليوم إلى تكاثف كل القوى الحية في البلاد والحكومة والمجتمع المدني لإنقاذه من التخبط الذي يعيشه. ولعل الحكمة تدعو الجميع إلى الاعتراف بتقصيره كل في مجاله ومن ثم نبدأ ونعمل ونشتغل ....
يعتبر التكوين والتكوين المستمر من الدعامات الأساسية في قطاع التربية والتعليم من حيث أنه يأتي بالجديد ويعرف بالحديث من العلوم والنظريات التي تساهم في تطوير معارف الأستاذ والمدرس، فيعمل هذا الأخير على تكوين نفسه تكوينا ذاتيا مصاحبا للتكوين الرسمي الذي يتلقاه من الدولة، وبالتالي ينعكس كل هذا على مردوديته وعلى جودة ما يقدمه. والأستاذ المدرس الذي لا يحاول البحث والتنقيب عن الجديد وملء وقته الفارغ بالمطالعة والقراءة الحرة التي تثري معلوماته التربوية والعامة هو مدرس يحترم مهنته وتلاميذه ومهمته العظيمة التي تتطلب كل إتقان وتطوير للمعارف. وما نراه اليوم على المدرس المغربي هو ضياعه في أمور حياتية لا ترقى إلى مستوى المطالب الحقيقية التي يجب عليه أن يضعها في حسبانه في مسيرة حياته وعمله اليومي، وهذا يقودنا إلى القول بأن المدرس المغربي مازال قاصرا على بلورة رؤية علمية وحياتية لخدمة نفسه أولا وتلاميذه ووطنه .
كل تعليم يرقى بجودته ومردوديته وفاعليه وشركائه ومؤسساته يقود حتما إلى الرقي بخريجيه إلى سوق الشغل والمساهمة في بناء اقتصاد قوي ومجتمع مثقف وواع ومسؤول، وكل تعليم لا يحترم هذه الأسس يقود حتما إلى إخراج أناس عاطل فكريا وثقافيا واقتصاديا، وبالتالي ضياع فرصة تقوية المجتمع ومواطنيه. فسوق الشغل اليوم يريد خريجين متفوقين في مجالات تعلمهم ومثقفين وواعين بواقعهم وحقوقهم وواجباتهم الواقعة على عاتقهم، كل هذا يدفعنا إلى الحديث عن أن التعليم يجب أن يساير سوق الشغل ومتطلباته الواقعية .



الثلاثاء، 28 يوليو 2015

واجبات المعلم تجاه زملائه المعلمين


أولاً: الاحترام والتقدير:
الاحترام وتقدير الآخر قيمة من القِيَم الإنسانية الرَّاقية، تنسجم مع التَّكريم الذي خصَّ الله تعالى به بني آدم، بقوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ ﴾ [الإسراء: 70]، وقد علَّمَنَا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم هذه القيمة حتى مع الأعداء، فحين أرسل كتبه إلى الملوك خاطب كلاًّ منهم بوصفه الذي هو فيه، فمن ذلك أنه خاطب هرقل بقوله: « بِسْمِ الله الرَّحمنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ الله وَرَسُولِهِ إلى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ، سَلاَمٌ على مَنْ اتَّبَعَ الهُدَى..» [1].والمعلم أولى الناس بالتَّحلي بهذا الخُلق العظيم، ولذلك ينبغي عليه أن يُحْسِن التَّعامل مع زملائه المعلمين على أساس من الاحترام والتقدير المُتبادل، ويَحْذَر أشدَّ الحَذّرِ انتقاصَ واحد منهم، أو الاستخفاف به أو بعلمه وخبرته[2].

ثانياً: النَّصيحَةُ لا الفَضِيحَة:
من طبيعة الإنسان أن يقع في الخطأ والنِّسيان[3]، فإذا ما بَدَرَ من أحد الزُّمَلاء خطأٌ أو سوءُ تصرُّف، أو سهوٌ عن واجب أو نسيان، فلا ينبغي للمُعلِّم (إن كان يتولَّى مُهمةً إشرافية) أن يتعامل مع ذلك بالتَّشهير والفضيحة والانتقاص، بل الواجب عليه شرعاً وعرفاً أن يسلك مسلك النُّصح والتَّوجيه، ويتحلَّى بِغَضِّ الطَّرْف والسِّتر، ويتعامل مع الآخرين كما يُحبُّ أن يعامِلُوه[4].

ثالثاً: العَفو عن الإساءة:
وصف الله عبادَه المتقين المُستحقين لجناتٍ عرضها السموات والأرض ببذل المال في سبيله، وكتم الغيظ، والعفو عن الناس، فقال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 133، 134]، كما بيَّن بأن العفو يقرِّب الإنسان من تقوى الله تعالى فقال: ﴿ وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [البقرة: 237] .والعفو عن إساءة المسيء ليس ضَعفاً ولا مَذَلَّة، بل هو رِفعة وعِزٌّ لمن تحلى به، والإنسان لا يبلغ مبلغ الحكماء العظماء إلا إذا اتَّصف بالحِلم والعفوِ عن إساءة المسيء، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَن رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:« مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِن مَالٍ، وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللَّهُ»[5] .ولذلك ينبغي على المُعلِّم إن بَدَرَ من أحد زملائه خطأٌ أو سُوءُ تصرُّف أن يقابله بالعفو والصَّفح، ولا يحمل ذلك في قلبه فيدفعُه إلى العداوة وحُبِّ الانتقام والتَّشَفِّي، مما يتناقض مع الأخلاق الفاضلة التي ينبغي على المُعلِّم أن يتحلَّى بها.ففي العفو رحمة بالمسيء، وتقدير لجانب ضعفه البشري، وامتثال لأمر الله تعالى، وطلب لرحمته وغفرانه ورضاه، كما أنَّ فيه توثيقاً للروابط الاجتماعية وتقوية لها، وكسباً لقلوب الناس، وزرعاً للقيم والفضائل بين أفراد المجتمع المسلم.

رابعاً: التَّواضعُ وعدم الترفع عليهم:
التواضع خلق عظيم، ولا يزيد الله تعالى صاحبَه إلا عزَّاً ورِفعَة ومكانة في قلوب الآخرين، ومِن تواضُعِ المُعلِّم لزملائه: أن لا يترفَّعَ عليهم بما آتاه اللهُ من علم، مُظهراً إعجابَهُ بنفسه وإمكاناته، وكذلك لا يستخفُّ بإمكاناتهم العلمية، ولا يستهجنُ أقوالهم وآراءهم، بل عليه أن يحفظَ حقَّهم، ويحترمَ رأيَهُم، ويبادلَهم النُّصحَ والمشورةَ، مع لينٍ في الجانب، وهَضمٍ للذَّاتِ، ورحَابةٍ في الصَّدرِ، وإشراقةٍ في الوجه[6].

خامساً: التعاون المتبادل معهم:
أمَرَ اللهُ تعالى عبادَه المؤمنين بالتعاون على الخير، فقال: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2]، كما حثَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على ذلك فقال: « واللهُ في عَونِ العبدِ ما كانَ العبدُ في عَوْنِ أخيهِ»[7].فينبغي على المُعلِّم أن يتعاوَن مع إخوانِه المُعلِّمين، ويمتلكَ روحَ الفريق، وذلك لتتضافرَ الجُهودُ، ويتجلَّى تعاونُهم فيما يلي:
أ - تبادل الوسائل التَّعليميَّة، كاللوحات التَّوضيحية، والعُروض التَّقديميَّة، والتَّجارِب المخبريَّة، والكتب والمراجع والمصادر....، وغير ذلك.ب - الاستفادة من خُبْرَات زملائه ممن سبقه في ميدان التعليم، وتكوَّنت لديه تجربةٌ أوسع في التَّعامل مع الطلاب، فيتشاورُ معهم فيما يطرأ له من مواقف.ج - العمل الجماعي فيما بينهم، للوصول إلى الغاية المنشودة.

سادساً: تَجنُّبُ المِرَاءِ والجَدَلِ مع الزُّملاء:
لا ينبغي للمُعلِّم أن يدخل مع زُملائه في مِرَاءٍ وجدلٍ عقيم[8]، لا يعود عليهم إلا بالشرِّ، وفسادِ المَودَّةِ فيما بينَهم، ويُقصَدُ بالمِرَاءِ هنا: أن يَعتَرِضَ على كلامِ الغيرِ بإظهار خَللٍ فيه، إمَّا في اللفظ وإمَّا في المعنى وإمَّا في قصدِ المُتَكلمِ، وليس ذلك لمصلحةٍ، إنَّمَا بقصدِ التَّرفعِ بإظهار العلمِ والفضلِ، والتهجم على الغير لإظهار نقصه وضعفه[9].

سابعاً: تَجَنُّبُ الحسد والمُنَافَسَة غيرِ الشرعية:
الحسد محرَّم وكبيرة من الكبائر، وهو أوَّل خطيئة عُصِي اللهُ تعالى بها، عندما حسد إبليسُ آدمَ عليه السلام، كما أنَّ أوَّل جريمةِ قتلٍ في بني آدم إنَّمَا كانت بسبب الحسد، عندما قرَّب ابنا آدم عليه السلام قُرباناً فتُقبِّل من أحدهما ولم يُتَقبَّل من الآخر، فقام بقتل أخيه من أجل ذلك.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ناهياً عن التَّحاسد:« لا تحاسدوا ولا تقاطعوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخواناً»[10]، وقال صلى الله عليه وسلم:« إِيَّاكُمْ وَالْحَسَدَ فَإِنَّ الْحَسَدَ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ»، أَوْ قَالَ:« الْعُشْبَ »[11].وقد قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه: « كلُّ النَّاس أقدِرُ على رِضَاه إلا حاسدَ نعمةٍ، فإنَّه لا يرضيه إلا زوالُهَا»[12]، ولذلك قيل:
كلُّ العداواتِ قد تُرجى إماتتُها = إلا عداوةَ من عادَاك من حَسدِ
فلا يجوز للمُعلِّم أن يقع في الحَسد المُحرَّم لزملائه، وذلك بأن يتمنَّى زوالَ النِّعمَة التي أنعم الله تعالى بها على أحدهم، فيزاحمَهُ وينافسه عليها، ويَكيد له وينصب له الشِّبَاك.أما كان ذلك من قبيل الغِبْطَة، بأن يتمنَّى أن يُكرمه اللهُ تعالى بما أكرم به زميلَه، مع عدم تمنِّي زوالِ النِّعمةِ عنه، فهذا لا حرج فيه، وهو من قبيل التَّنافسِ على الخير، والمسابقة إليه.وقد دعانا اللهُ إلى ذلك وحثَّنا عليه فقال: ﴿ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين: 26]، وهو ما أشار إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بقوله: « لا حسدَ إلا في اثنتين: رجلٌ آتاه اللهُ مالاً فَسَلَّطَهُ على هَلَكَتِه في الحَقِّ، ورَجلٌ آتاه اللهُ تعالى عِلمَاً فهو يعمل به ويعلِّمُه النَّاسَ»[13].
[1]
أخرجه البخاري 1/ 7 برقم7؛ ومسلم 3/ 1393 برقم 1773.
[2]
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مُحذِّراً من ذلك:« بحسب امرئ من الشرِّ أن يَحْقِرَ أخاه المُسلم، كلُّ المسلم على المسلم حرام دمُه ومالُه وعِرضُه»، أخرجه مسلم عن أبي هريرة 4/ 1986.
[3]
وقد قال أحدهم: وما سُمِّيَ الإنسانُ إلا لِنَسْيه ولا القلبُ إلاَّ أنَّهُ يَتَقَلَّبُ
[4]
وهذا ما أرشد إليه الحبيبُ الأعظمُ صلى الله عليه وسلم بقوله: «الدِّينُ النَّصِيحَة»، قلنا: لمن يا رسولَ الله؟ قال:« لله ولرسوله ولكتابِه ولأئمة المسلمين وعامتهم». أخرجه مسلم عن تميم الداري رضي الله عنه 1/ 74 برقم 55؛ وقال صلى الله عليه وسلم:« من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة» أخرجه البخاري 2/ 862 برقم 2310؛ ومسلم عن أبي هريرة 4/ 2074 برقم 2699.
[5]
أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب برقم 2588؛ والترمذي في البر والصلة برقم 2029.
[6]
وقد قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: « إنَّ اللهَ قد أوحى إليَّ‌:‌ أن تَوَاضَعوا حتى لا يفخرَ أحدٌ على أحدٍ، ولا يَبْغي أحدٌ على أحد»، أخرجه مسلم عن عياض رضي الله عنه 4/ 2198 برقم 2865؛ وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه:« الكِبرياءُ رِدَائي، والعَظَمَةُ إزاري، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النَّار»؛ أخرجه أبو داود برقم 4090، وابن ماجه برقم 4174، وهو صحيح.
[7]
أخرجه مسلم عن أبي هريرة 2/ 2074برقم 2699.
[8]
وقد حثنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على ترك المِرَاء فقال: « أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ فِي رَبَضِ الْجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا...» أخرجه أبو داود عن أبي أمامة 4/ 253 برقم 4800؛ والترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه وحسنه برقم 1993؛ والنسائي 6/ 21؛ كما حذَّرَنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم من الجدل وبيَّن بأنَّه سببُ الضلالِ فقال: « مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ»، أخرجه أحمد في مسنده 5/ 252؛ والترمذي 5/ 378 وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ برقم 3253؛ وابن ماجه 1/ 19.
[9]
يقول الإمام الغزالي رحمه الله:« المناظرة الموضوعة لقصد الغلبة والإفحام، وإظهار الفضل والشرف والتشدق عند الناس، وقصد المباهاة والمماراة ، واستمالة وجوه الناس، هي منبع جميع الأخلاق المذمومة عند الله ، المحمودة عند عدو الله إبليس» انظر: إحياء علوم الدين 1/ 76؛ والمستخلص في تزكية الأنفس لسعيد حوى ص391.
[10]
أخرجه البخاري 5/ 2256 برقم 5718؛ ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه 4/ 1983برقم 2559.
[11]
أخرجه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه 4/ 276 برقم 4903، وانظر كشف الخفاء 1/ 319.
[12]
انظر: المستخلص في تزكية الأنفس لسعيد حوى ص177.
[13]
أخرجه البخاري 1/ 39 برقم 73؛ ومسلم 1/ 558 برقم 815.


  ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, منقول ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الاثنين، 27 يوليو 2015

أهم التوصيات العامة المنبثقة عن الندوة الوطنية لتقييم عملية تطبيق إصلاح المدرسة الجزائرية


تعميم فتح المعاهد التكنولوجية على مستوى 50 مديرية تربية
الإسراع في إصدار المرسوم التنفيذي المتعلق بفتح المعاهد التكنولوجية
ضرورة التكوين التناوبي للأساتذة الناجحين في مسابقات التوظيف
تعميم التربية التحضيرية في آفاق 2018/2017
اعتماد اللغة الأم في التحضيري والطور الأول للتحكم في ناصية اللغة العربية
توظيف مرافقين تربويين في المدارس الابتدائية
توظيف أخصائيين في الإرشاد والتوجيه في المتوسطات
تقنين وتنظيم الدروس الخصوصية بما يحد من التأثيرات السلبية الناجمة عنها .
إعطاء مكانة للغة الأمازيغية في الأقسام التحضيرية .
تكييف النظام التربوي مع المعايير الدولية 36 أسبوعا
استحداث بكالوريا مهنية
اعتماد العمل بالبطاقة التركيبية .
العمل بلجان المداولات في شهادة البكالوريا
إلغاء العمل بموضوعين اختياريين
إدراج الاختبار الشفهي في اللغات
التخفيف من وتيرة الاختبارات لإعطاء حيز أكبر لعمليتي التعليم والتعلم
إعادة الاعتبار للتعليم التقني وإعطائه الأهمية اللازمة.
ضرورة طبع كتاب اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا في التعليم المتخصص لأبنائنا العائدين لأرض الوطن وبناء الديبلوماسيين الدارسين في ثانوية بوعمامة " ديكارت سابقا "
نقــلا عن مسعود عمراوي




مفهوم العملية التعليمية وشروط نجاحها


نظريات التعليم 
هي تلك النظريات التي تهتم بما يقوم به المعلم داخل غرفة الصف الدراسي، وتهدف إلى تحسين أدائه وتطوير مهمته
وفق ما تظهره الدراسات في هذا المجال. وهي العلم التي تزود المعلم بالإرشادات وتبين له متى يستخدم طريقة دون أخرى وفي أي الظروف، ولتحقيق أي الأهداف التعليمية.
نظريات التعلم
وهي التي تهتم بسلوك المتعلم وما يطرأ عليه من تغيرات إيجابية دائمة نسبيا كدلالة من دلالات التعلم وتهدف إلى تحسين سلوكه وتطويره وفق ما تظهره الدراسات الأبحاث العلمية.
التعليم
وهو العملية التي يقوم بها المعلم داخل الصف الدراسي لإكساب المتعلمين أهداف تعليمية منشودة وخبرات ومهارات معرفية.
التعلم:- هي عملية يقوم بها المتعلم نفسه للبحث عن المعرفة دون معلم وبطريقة غير مباشرة كأن يتعلم المتعلم عن طريق الحياة أو عن طريق ما يشاهده من برامج إذاعية.
التربية المقصودة
وهي العملية التعليمية التي تتم بين اثنين أحدهما يأخذ دور المربي والثاني يأخذ دور المتعلم، ويتوقع كل منهما أن يحقق أهدافا تعليمية تعلميه مماثلة.
التربية غير المقصودة
هي تلك النشاطات التربوية التي لا تعكس جميع خصائص التربية المقصودة كوضوح الهدف، وحضور المربي والمتعلم،
فعندما يقوم الفرد بمشاهدة برنامج إذاعي ويستفيد من هذا البرنامج ففي هذه الحالة تعتبر تربية غير مقصودة، لأن ذلك تم عن طريق الصدفة.
مجالات التربية
وهي تتكون من
1. المنهج 
وهو كافة النشاطات الصفية واللاصفية التي تهدف إلى إخراط الطالب فيها والتفاعل معها ن بغية إكسابه الخبرات التربوية التي تحقق الأهداف المنشودة.
2.الإرشاد التربوي
وهو العملية التي تزود الطالب بالمبادئ التربوية التي تساعدهم على الاختيار الصحيح بما يتلائم مع استعابه وقدراته وميوله ورغباته.
3.الإدارة التربوية
وهي الجهاز المشرف على عملية التعليم وشئونه في الدولة.
4.التقويم
وهو الحقل من المعرفة الذي يهدف إلى دراسة العملية التعليمية , ووصفها والحكم على مدى جودتها ونجاحها , واتخاذ الفرار المناسب بشأنها.
5.التعليم
علم التعليم هو مجال من مجالات التربية ويتكون من خمسة فروع، هي:
أ.علم تصميم التعليم: هو الحقل الذي يهتم بفهم طرق التعليم،وتحسينها وتطويرها واسمراريتها ووصف أفضل الطرق التعليمية
وتطويرها في أشكال خرائط مقننة تصلح لكافة أنواع المحتوى التعليمي من مفاهيم ومبادئ وإجراءات وحقائق.
ب‌. علم تطوير التعليم: وهو ذلك الحقل الذي يهتم بفهم طرق تطوير التعليم، عن طريق الاستعانة بالشكل أو الخارطة التي يرسمها مصمم التعليم، واستخدامها في تحضير الأدوات والمواد والأجهزة اللازمة للبرامج وبنائه.
ج‌. علم تطبيق التعليم: وهو الحقل الذي يهتم بفهم طرق تطبيق أو تنفيذ البرنامج التعليمي وتطويره عن طريق استخدام الأدوات والوسائل التعليمية للبرنامج التعليمي.
د‌. علم إدارة التعليم: وهو الحقل الذي يهتم بفهم طرق إدارة التعليم وتحسينها، عن طريق ضبط سير البرنامج التعليمي وتعديله.
ه.علم تقويم التعليم: وهو الحقل الذي يهتم بفهم طريق تقييم التعليم، عن طريق دراسة مدى فعالية البرنامج التعليمي المستخدم وجودنه ونجاحه في تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة 
مفهوم العملية التعليمية 
يقصد بالعملية التعليمية الإجراءات والنشاطات التي تحدث داخل الفصل الدراسي والتي تهدف إلى إكساب المتعلمين معرفة نظرية أو مهارة عملية أو اتجاهات إيجابية، فهي نظام معرفي يتكون من مدخلات ومعالجة ومخرجات، فالمدخلات هم المتعلمين والمعالجة هي العملية التنسيقية للتنظيم المعلومات وفهمها وتفسيرها وإيجاد العلاقة بينها وربطها بالمعلومات السابقة،إما المخرجات فتتمثل في تخريج طلبة أكفاء متعلمين.
أولا ــ مفهوم عملية التدريس : ــ 
1 ـ مصطلح التدريس في الإطار التقليدي : 
ما يقوم به المعلم من نشاط ، لأجل نقل المعارف إلى عقول التلاميذ . ويتميز دور المعلم هنا بالإيجابية ، ودور التلميذ بالسلبية في معظم الأحيان ، بمعنى أن التلميذ غير مطالب بتوجيه الأسئلة ، أو إبداء الرأي ، لأن المعلم هو المصدر الوحيد للمعرفة بالنسبة للتلميذ . إلا أن هذا المفهوم التقليدي لعملية التدريس كان سائدا قديما ، أما اليوم فتغيرت المفاهيم وتبدلت الظروف ، وغزا التطور العلمي كل مجالات الحياة ، مما أوجد مفهوما جديدا للتدريس . 
2 ـ مصطلح التدريس بمفهومه المعاصر : 
إن التدريس المعاصر ـ بالإضافة لكونه علما تطبيقيا انتقائيا متطورا ـ هو عملية تربوية هادفة وشاملة ، تأخذ في الاعتبار كافة العوامل المكونة للتعلم والتعليم ، ويتعاون خلالها كل من المعلم والتلاميذ ، والإدارة المدرسية ، والغرف الصفية ، والأسرة والمجتمع ، لتحقيق ما يسمى بالأهداف التربوية ، والتدريس إلى جانب ذلك عملية تفاعل اجتماعي وسيلتها الفكر والحواس والعاطفة واللغة . 
والتدريس موقف يتميز بالتفاعل بين طرفين ، لكل منهما أدوار يمارسها من أجل تحيق أهداف معينة ، ومعنى هذا أن التلميذ لم يعد سلبيا في موقفه ـ كما لاحظنا في مصطلح التدريس التقليدي ـ إذ إنه يأتي إلى المدرسة مزودا بخبرات عديدة ، كما أن لديه تساؤلات متنوعة نحتاج إلى إجابات . فالتلميذ يحتاج إلى أن يتعلم كيف يتعلم ، وهو فى حاجة أيضا إلى تعلم مهارات القراءة والاستماع ، والنقد ، وإصدار الأحكام . 
فالموقف التدريسي يجب النظر إليه على نحو كلى ، باعتبار أنه يضم عوامل عديدة تتمثل في : المعلم ، والتلاميذ ، والأهداف التي يرجى تحقيقها من الدرس ، والمادة الدراسية ، والزمن المتاح ، والمكان المخصص للدرس ، وما يستخدمه المعلم من طرق للتدريس ، إلى جانب العلاقة ـ التي ينبغي أن تكمن وثيقة ـ بين المدرسة والبيت ، والمحيط الاجتماعي الذي ينتمي له التلميذ . 
ثانيا ــ مظاهر تميز التدريس المعاصر عن قرينه التقليدي : ــ 
يمتاز التدريس المعاصر عن التدريس التقليدي بعدة ميزات نجملها في الآتي : 
1 ـ يعتبر التلميذ ـ لا المعلم ، أو المنهج ـ محور عملية التربية ، فعلى أساس خصائصهم يتم تطوير الأهداف ، واختيار المادة الدراسية ، والأنشطة التربوية ، وطرق التدريس ، والوسائل اللازمة لذلك . أما في التعليم التقليدي فإن الأهداف تتحدد حسب رغبة المجتمع ، أو من ينوب عنه ، ثم يتم اختيار المادة الدراسية ، والأنشطة ، والطرق المصاحبة لذلك ، ومن هنا ندرك أن التعليم التقليدي يرتكز حول المعلم أو المنهج .
2 ـ التدريس المعاصر عملية شاملة ، تتولى تنظيم وموازنة كافة معطيات العملية التربوية ، من معلم وتلاميذ ، ومنهج ، وبيئة مدرسية ، لتحقيق الأهداف التعليمية ، دون تسلط واحدة على الأخرى ، أما في التدريس التقليدي فإن العملية التربوية محصورة غالبا في المعلم والمنهج . 
3 ـ التدريس المعاصر عملية إيجابية هادفة تتولى بناء المجتمع ، وتقدمه عن طريق بناء الإنسان الصالح ، أو المتكامل فكرا وعاطفة وحركة ، بينما التدريس التقليدي ـ على العموم ـ عملية اجتهادية تهتم بتعلم التلاميذ لمادة المنهج ، أو ما يريده المعلم دون التحقق من فاعلية هذا التعلم ، أو أثره على التلاميذ أو المجتمع . 
4 ـ التدريس المعاصر عملية انتقائية ، تختار من المعلومات والأساليب ، والمبادئ ما يتناسب مع التلاميذ ومتطلبات روح العصر . 
5 ـ التدريس المعاصر عملية اجتماعية تعاونية نشطة ، يساهم فيها المعلم وأفراد التلاميذ ، كل حسب قدراته ، ومسؤولياته ، وحاجته الشخصية ، أما التدريس التقليدي فيمثل عملية إلزامية مباشرة ، تبدأ بأوامر المعلم ونواهيه ، وتنتهي بتنفيذ التلاميذ جميعا لهذه المتطلبات . ا ــ المبادئ العامة للتدريس المعاصر : 
من خلال مفهوم التدريس المعاصر ومرتكزاته أوجز التربويون المبادئ العامة التي يقوم عليها هذا النوع من التدريس والتي سنستعرض بعضا منها : 
1 ـ يمثل التلميذ في التدريس المعاصر محور العملية التربوية ، دون المعلم أو المنهج أو المجتمع . 
2 ـ تتلاءم مبادئ وإجراءات التدريس المعاصر لحالة التلاميذ الإدراكية ، والعاطفية والجسمية ، فتختلف الأساليب المستخدمة في التدريب باختلاف نوعية التلاميذ .
3 ـ يهدف التدريس المعاصر إلى تطوير القوى الإدراكية والعاطفية، والجسمية والحركية للتلاميذ بصيغ متوازنة ، مراعيا أهمية كل منها لحياة الفرد والمجتمع ، دون حصر اهتمامه لتنمية نوع واحد فقط من هذه القوى على حساب الأخرى .
4 ـ يهدف التدريس المعاصر إلى تنمية كفايات التلاميذ وتأهيلهم للحاضر والمستقبل ، ولا يحصر نفسه في دراسة الماضي لذاته . 
5 ـ يمثل التدريس المعاصر مهنة علمية مدروسة ، تبدأ بتحليل خصائص التلاميذ ، وتحديد قدراتهم ، ثم تطوير الخطط التعليمية ، واختيار المسائل ، والأنشطة والمواد التعليمية التي تستجيب لتلك الخصائص ومتطلباتها . 
6ـ يبدأ التدريس المعاصر بما يملكه التلاميذ من خبرات ، وكفايات وخصائص ، تم يتولى المعلم صقلها وتعديلها أو تطوير ما يلزم منها . 
7 ـ يهدف التدريس المعاصر كعملية إيجابية مكافِئة إلى نجاح التلاميذ بإشباع رغباتهم ، وتحقيق طموحاتهم ، لا معاقبتهم نفسيا أو جسديا أو تربويا بالفشل والرسوب كما هي الحال في الممارسات التعليمية والتعلمية التقليدية . 
8 ـ يرعى التدريس المعاصر مبدأ التفرد في مداخلاته وممارساته حيث يوظف بهذا الصدد المفاهيم التالية : 
أ ـ معرفة خصائص أفراد التلاميذ الفكرية والجسمية والقيمية . 
ب ـ توفر التجهيزات المدرسية وتنوعها . 
ج ـ تنوع الأنشطة والخبرات التربوية التي تحفز التلاميذ إلى المشاركة ، والإقبال على التعليم . 
د ـ استعمال المعلم لوسائل تعليمية متنوعة ، يقرر بوساطتها نوع ومقدار تعلم التلاميذ ، وفاعلية العملية التربوية بشكل عام . 
هـ ـ تنوع أسئلة المعلم من حيث النوع والمستوى واللغة والأسلوب والموضوع من تلميذ لآخر . 
و ـ سماح المعلم للتلاميذ بأن يقوم كل منهم بالدور الذي يتوافق مع خصائصه وقدراته ، ثم اختيار النشاط التربوي الذي يتلاءم مع هذه الخصائص والقدرات . 
عناصر العملية التعليمية:
تتكون العملية التعليمية من عدة عناصر تعتبر أساسا لنجاحها وتحقيق أهدافها وهي (الطالب -المعلم -المنهج):
1 الطالب:
وهو المتعلم وما يمتلكه من خصائص نفسية وعقلية واجتماعية، وما لديه من رغبة ودافع للتعلم ويعتبر التلميذ المحورو الأساس في العملية التعليمية. ، فعلى أساس خصائصهم يتم تطوير الأهداف ، واختيار المادة الدراسية ، والأنشطة التربوية ، وطرق التدريس ، والوسائل اللازمة لذلك .
2 المعلم:
وهو العنصر الثاني في العملية التعليمية، إذ أن المعلم وما يمتاز به من كفاءات ومؤهلات واستعدادات وقدرات ورغبة في التعليم ومساعدة الطالب على تحقيق الأهداف التعليمية بنجاح ويسر.
* مفهوم جديد للمعلم : 
كان المعلم ولا يزال العنصر الأساس في الموقف التعليمي ، وهو المهيمن على مناخ الفصل الدراسي ، وما يحدث بداخله ، وهو المحرك لدوافع التلاميذ ، والمشكل لاتجاهاتهم عن طريق أساليب التدريس المتنوعة ، وهو العامل الحاسم في مدى فاعلية عملية التدريس ، رغم مستحدثات التربية ، وما تقدمه التكنولوجيا المعاصرة من مبتكرات تستهدف تيسير العملية التعليمية برمتها ، فالمعلم هو الذي ينظم الخبرات ويديرها وينفذها في اتجاه الأهداف المحددة لكل منها . لذلك يجب أن تتوافر لدى المعلم خلفية واسعة وعميقة عن مجال تخصصه ، إلى جانب تمكنه من حصيلة لا بأس بها من المعارف في المجالات الحياتية الأخرى ، حتى يستطيع التلاميذ من خلال تفاعلهم معه أن يدركوا علاقات الترابط بين مختلف المجالات العلمية ، وتكوين تصور عام عن فكرة وحدة المعرفة وتكاملها . 
* المعلم الكفء : 
من المفهوم السابق يمكننا تحديد بعض الصفات الأساسية التي يجب أن تتوافر في المعلم الكفء وهى : 
1 ـ الالتزام الفطري بقوانين ومتطلبات مهنة التدريس ، حيث يؤدى هذا الالتزام بالمعلم إلى إنتاج تعليم منتظم وهادف ومؤثر . 
2 ـ أن يكون على درجة كبيرة من المرونة بحيث يستطيع الاستمرار في المهنة ، فيكتسب المعارف والمهارات المختلفة التي يحتاجها في ممارسته لعملية التدريس . 
3 ـ أن يكون ذا شخصية قوية ، يتميز بالذكاء والموضوعية والعدل ، والحزم والحيوية ، والتعاون والميل الاجتماعي .
4 ـ أن يدرك أن الموقف التدريسي عبارة عن موقف تربوي ، لا بد أن يجرى فيه التفاعل المثمر بينه وبين تلاميذه . 
5 ـ أن يكون مثقفا واسع الأفق ، لديه اهتمام بالقراءة ، وسعة الاطلاع ، ومتذوقا ناقدا . 
6 ـ أن يتسم بالموضوعية والعدل في الحكم والمعاملة ، دون تحيز أو محاباة . 
7 ـ أن يكون مثلا أعلى لتلاميذه ، فبشخصية المعلم تبنى شخصيات التلاميذ ، لذلك ينبغي أن يكون المعلم أنموذجا يحتذى به للتصرف السليم في جميع المواقف التي تعترضه . 
7 ـ أن يمتلك القدرة على ضبط الفصل ، وشد انتباه التلاميذ لما يدرّس ، وحفظ النظام داخل غرفة الدراسة ، وخلق مناخ مريح ، ومشجع على التعلم . 
8 ـ الإلمام بأكثر من طريقة أو أسلوب لتنفيذ عملية التدريس . بل يجب أن يستخدم أكثر من طريقة في شرح الدرس الواحد ، وذلك حسب نوع الدرس المطروح للبحث والمناقشة . 
9 ـ إلى جانب العديد من الصفات الشخصية المكملة لما ذكرنا ، كالصوت الواضح المسموع ، والصدق والأمانة ، والمرح ودماثة الخلق ، والتواضع والتأدب في الألفاظ ، والتزين بالمظهر العام ، وغيرها من الصفات الأخرى . 
3. المنهاج:
فهو المنهاج بكل ما يحتويه من الكتب المدرسية المقررة، والأدوات والوسائل التعليمية والمراجع والمصادر المختلفة. 
4.الاسلوب : وهو المنهج المعتمد في التواصل و اتمام العملية التعليمية على أحسن وجه
مواصفات الأسلوب الناجح : 
1 - بداية يجب أن نفهم أن التربويين يتركون للمعلم حرية اختيار الطريقة أو الأسلوب المناسب حسب رؤيته هو وتقديره للموقف . 
2 - أن يكون الأسلوب متمشيا مع نتائج بحوث التربية ، وعلم النفس الحديث ، والتي تؤكد على مشاركة الطلاب في النشاط داخل الحجرة الصفية . 
3 - أن تكون الطريقة التي يتبعها المعلم متمشية مع أهداف التربية التي ارتضاها المجتمع، ومع أهداف المادة الدراسية التي يقوم المعلم بتدريسها . 
4 - أن يضع في اعتباره مستوى نمو التلاميذ، ودرجة وعيهم ، وأنواع الخبرات التعليمية التي مرورا بها من قبل . 
5 - نتيجة للفروق الفردية بين التلاميذ ، فإن المعلم اللماح يستطيع أن يستخدم أكثر من أسلوب في أداء الدرس الواحد ، بحيث يتلاءم كل أسلوب مع مجموعة من الطلاب . 
6 - مراعاة العنصر الزمني ، أي موقع الحصة من الجدول الدراسي ، فكلما كانت الحصة في بداية اليوم الدراسي كان الطلاب أكثر نشاطا وحيوية . كما ينبغي على المعلم أن يراعى عدد الطلاب الذين يضمهم الفصل ، حيث أن التدريس لعدد محدود منهم قد يتيح للمعلم أن يستخدم أسلوب المناقشة والحوار دون عناء .
أولا ـ طريقة المحاضرة 
يطلق عليها البعض طريقة الإلقاء ، وهى من أكثر أساليب التدريس شيوعا ، وتستخدم هذه الطريقة بوساطة الغالبية العظمى من المدرسين في مراحل التعليم المختلفة . وقد ارتبطت هذه الطريقة بالتدريس منذ أقدم العصور ، على أساس أن المعلم هو الشخص الذي يمتلك المعرفة وأن المستمعين ينتظرون أن يلقى عليهم بعضا مما عنده ، بهدف إفادتهم وتنمية عقولهم ، وهذا المعنى يتفق ومفهوم المدرسة باعتبارها عاملا من عوامل نقل المعرفة إلى الطلاب . 
ويفهم من اسمها أن المعلم يحاضر طلابه مشافهة ويشرح لهم المعلومات الجديدة التي تتعلق بموضوع الدرس ، وهذا يبتعد بها عن أن تكون عملية إملاء من كتاب أو مذكرة . والمعلم أثناء شرحه يستخدم صوته بطبقاته المختلفة ، كما يستخدم يديه للإيضاح ، بل وبقية أعضاء الجسم ، مراعيا الحركات التي تعبر حقيقة عن الأفكار التي يريد توصيلها للطلاب .
شروط المحاضرة الجيدة 
لكي تكون المحاضرة التي يلقيها المعلم على طلابه حيدة ، لابد أن تتوافر فيها الشروط التالية : 
1 - التحضير لها قبل موعدها بوقت كاف : وهذا الشرط من الأسس الهامة في المحاضرة ، ومع ذلك نجد الكثير من المعلمين يهملونه باعتبار أنهم على علم بما سيحاضرون ، وقد درسوه وتعلموه من قبل . 
2 -
المدخل السليم إلى الموضوع : على المعلم الواعي أن يدرك أن طلابه ليسوا مشغولين بالموضوع الذي سيقوم بتدريسه ، نظرا لازدحام جدول اليوم الدراسي بالعديد من الدروس ، وهذا الوضع يفرض على المعلم أن يبحث عن مدخل مناسب لدرسه . ويشترط في هذا المدخل أن ، يثير دافعية التعلم لدى الطلاب . 
3 - ربط موضوع المحاضرة الجديدة بموضوع المحاضرة أو المحاضرات السابقة ، بحيث يستعيد الطلاب وحدة الموضوع وترابطه . 
4 - ليس كون المعلم هو المحاضر ، أن يظل هو المتحدث الأوحد في الفصل ، حتى لا يصيب الطلاب بالملل . 
5 - مراعاة الفروق الفردية بين طلاب الفصل الواحد ، فلا يجب أن يتوقع المعلم أن يتابعه كل التلاميذ بالاهتمام نفسه
6 - مراعاة جودة اللغة التي يستعملها المعلم : بحيث يكون جيد الأسلوب ، منتقيا لألفاظه بعناية ، وجمله مترابطة بحيث تؤدى المعنى المقصد بالفعل ، لذلك نؤكد دائما على استخدام اللغة العربية الفصحى . 
7 - ليس معنى المعلم ينبع طريقة المحاضرة ، ألا يقوم بأي نشاط آخر في الفصل ، إذ أن هناك من الوسائل الأخرى ما يدعم هذه الطريقة . 
8 - أن يلخص من أفواه الطلاب أهم النقاط التي وردت في المحاضرة . 
إيجابيات طريقة المحاضرة : 
1 - يعطى الطلاب من خلالها قدرا من المعارف الجيدة حول موضوع الدرس . 
2 - تنمى في الطلاب حب الاستماع ، كم تستثير فيهم الإيجابية والفاعلية ، عندما يدربهم المعلم على إلقاء الأسئلة . 
3   يستطيع المدرس من خلالها ، أن ينمى في الطلاب عادة حب القراء ، ومهارة الاستفادة من المكتبة . 
4 - يمكن للمدرس من خلالها أن يتعرف على الطلاب المتيقظين معه ، والذين شردت عقولهم بعيدا عن الدرس . 
5 - يستطيع المدرس من خلال نبرات صوته ، رفعا وخفضا أن يؤكد على بعض المعاني ، وأن يبرز أهمية بعض المواقف 6 - تصطبغ المحاضرة عادة بشخصية المعلم وبثقافته . 
7 - يستطيع المدرس من خلال المحاضرة ، وما يثار فيها من أسئلة حوار ، أن يتعرف على مستويات طلابه . 
سلبيات طريقة لمحاضرة :
يؤكد التربويون على أن سلبيات أي طريقة ترجع في حقيقتها إلى استخدام المعلم لها ، وليس إلى الطريقة ذاتها ، وإن كان أي طريقة لا تخلو من السلبيات ، ومن سلبيات طريقة المحاضرة الآتي . 
1 - سلبية التلاميذ أنفسهم ، وخصوصا إذا انهمك المدرس في المحاضرة ، ونسى تماما أنه يجب إشراكهم معه . 
2 - إذا لم يثر المعلم في طلابه مهارة القراءة والبحت ، فقد يصبح هو المصدر الوحيد للمعرفة يقدمها لهم جاهزة فيستمرئون الكسل . 
3 ـ إذا لم يتوقف المعلم أثناء المحاضرة ، كي يختبر طلابه ـ بأي طريقة كانت ـ فيما يقول ، فلقد ينتهي به الأمر وعدد كبير منهم لم يفهم شيئا مما كان يقول . 
4 - إذا طال زمن إلقاء المحاضرة ، دون أن يقطعه المعلى بسؤال ، أو ملاحظة ذكية ، فإن الطلاب قد يملونه وينصرفون عنه . 
5- إذا لم ينتبه المعلم إلى الفروق الفردية بين الطلاب ، فقد يضيع الطلاب الضعاف في الفصل ، بسبب تركيز المعلم أثناء المناقشات في المحاضرة على طائفة من الطلاب . 
6 - إذا لم يستطع المدرس أن يضبط نفسه تماما على الوقت المحدد ، بحيث يجزئه على المحاضرة، وعلى الأسئلة ، وعلى الحوار والمناقشات ، فقد يسرقه الوقت ، ولا يحقق ما خطط لنفسه أن يحققه من درسه . 
ثانيا ـ طريقة الأسئلة 
أسلوب قديم قدم التربية نفسها ، يقوم فيه المدرس بإلقاء الأسئلة على الطلاب ، ولا يزال هذا الأسلوب من أكثر أساليب التدريس شيوعا حتى يومنا الحاضر ، وليس ذلك إلا لأن هذا الأسلوب يعتبر أداة طيبة لإنعاش ذاكرة الطلاب ، ولجعلهم أكثر فهما ، بل ولتوصيلهم إلى مستويات عالية من التعليم . وتقول " هيلدا تابا " وهى واحدة من أشهر خبراء المناهج في أمريكا : إن الطريقة التي يلقى بها المعلم أسئلته تعتبر أهم فعل مفرد مؤثر في عملية التدريس . 
شروط طريقة الأسئلة الجيدة : 
1 ـ يعتبر التحضير الجيد للموضوع الذي سيتناوله المدرس من خلال طرح الأسئلة ، من أهم الشروط لنجاحها . إذ على المدرس أن يفكر جيدا في نوعية الأسئلة التي سيلقيها ، بحيث تكون ملائمة للموضوع ، ومناسبة لتحقيق أهداف الدرس ، وفي مستوى الطلاب . 
2 ـ لا يعني طرح المدرس للأسئلة أنه سيصبح الشخص الوحيد الذي من حقه أن يسأل ، بل إن المدرس الحاذق هو الذي يتيح لطلابه فرصة السؤال ، سواء أكانت هذه الأسئلة موجهة إليه أم إلى الطلاب أنفسهم . 
3 ـ ينبغي أن يكون المدرس متيقظا عند استخدامه لطريقة المناقشة ، بحيث لا تخرجه إجابات بعض الطلاب أو أسئلتهم عن إطار الموضوع المحدد للمناقشة . 
4 ـ من شروط صياغة الأسئلة أن تبدأ من أشياء بسيطة ميسرة يعيها الطلاب ، وأن تتدرج إلى الأكثر صعوبة شيئا فشيئا . 
5 ـ يجب أن تكون صياغة السؤال واضحة لغويا ، ومحددة الهدف ، بحيث يعرف الطالب الشيء المراد منه ليجيب على بالتحديد . 
6 ـ ينبغي أن يكون السؤال من النوع الذي يتحدى ذكاء التلميذ ، ويجعله يعمل تفكيره ، ليصل إلى إجابة ترضيه ، وتشعره أنه أتى شيئا ذا فائدة . 
7 ـ على المعلم أن يتحلى طوال إدارته للدرس بهذه الطريقة بروح طيبة ، لا تأخذ طابع الجو المتزمت ، كما أنه لا ينبغي أن يترك العملية لتهبط إلى الهزل ، فخير الأمور الوسط . 
8 ـ لجعل جو الفصل جوا طيبا فإن على المعلم أن يتلقى كل إجابة بوجه بشوش وروح طيبة . 
9 ـ على المعلم ألا يتقبل من طلابه إلا الإجابات الواضحة والمحددة . 
10 ـ أن يشعر المدرس طلابه أن عنصر الوقت مهم جدا ، وأن ينبههم إلى أن أهداف الدرس أثمن عنده من أن تضيع بسبب بعض الأسئلة التافهة . 
إيجابيات طريقة الأسئلة :
1 ـ يستطيع المعلم أن يتعرف على كثير من الأمور التي تدور في أذهان الطلاب ، وذلك من خلال إجاباتهم على أسئلته . 
2 ـ يمكن للمعلم أن يكتشف ما إذا كان طلابه يعون شيئا من الحقائق حول موضوع الدرس أم لا . 
3 ـ يستطيع المعلم من خلال طريقة الأسئلة أن ينم في طلابه القدرة على التفكير . 
4 ـ يستطيع المعلم من خلال طريقة الأسئلة أن يستثير الدافعية في التعلم عند طلابه . 
5 ـ يمكن للمعلم أن يجعل طلابه ينظمون أفكارهم ، وذلك إذا اتبع أسلوبا تربويا سليما في إلقاء الأسئلة . 
6 ـ تفيد المعلم عند مراجعة الدروس ، لمعرفة مدى ما تحقق من أهداف . 
7 ـ يتمكن الطالب من خلالها من مهارة التدريب على التعبير عن ذاته . 
8 ـ يساعد المدرس على تشخيص نقاط القوة والضعف في طلابه . 
تركز هذه الطريقة على أن تجعل الطالب يستعمل فكره ، لا مجرد ذاكرته . 
سلبيات طريقة الأسئلة : 
1 ـ إذا لم ينتبه المدرس إلى عنصر الوقت ، فقد ينتهي الوقت ، قبل أن ينتهي مما خطط له ، أو لإنجازه . 
2 ـ قد يتورط بعض المدرسين في الضغط على بعض الطلاب بالأسئلة الثقيلة ، مما قد ينفرهم من الدرس . 
3 ـ هناك بعض الطلب قد يبادرون المعلم بالعديد من الأسئلة بحيث يصرفونه هو عن توجيه الأسئلة إليهم ، ومن ثم لا يعرف مستواهم الحقيقي . 
4 ـ إذا انشغل المدرس بالإجابة على أسئلة الطلاب ، فإن ذلك قد يجره بعيدا عن بعض نقاط الدرس الأساسية . 
ثالثا ـ طريقة المناقشة : 
هي إحدى طرق التدريس المهمة المتبعة منذ القدم ، حتى أن البعض ينسبها إلى سقراط . 
وهذه الطريقة يمكن أن تستخدم الأسئلة فيها أثناء إدارتها ، ولكنها ليست هي الأساس فيها . 
ومما ينبغي أن يراعى في هذه الطريقة ، أن يبتعد فيها النقاش العلمي عن أن يكون مجرد حديث غير هادف بين مجموعة ، أو هراء عفويا ، أو مجرد جدل . 
بل ينبغي أن ، تكون نقاشا هادئا هادفا ، يتقدم الطلاب من خلاله نحو تحقيق هدف أو أهداف معينة ، يخطط لها المعلم سلفا . كذلك فإن المناقشة ليست مجرد مجموعة من الآراء التي يلقيها أصحابها عفويا ، وإنما يجب أن يسبقها القراءة والتحضير اللازمين . 
والذين يحبذون هذه الطريقة ، يقولون عنها إنها تبتعد بالتدريس عن أن يكون من طرف واحد ، هو المعلم ، وأن المعلم عندما يتبعها فإنما يستثير طلابه نحو استغلال ذكائهم وقدراتهم في كسب المعرفة ، أو اكتسابها ، وهذا المعنى في حد ذاته يحمل في طياته ميزة ، أنه يكافئ صاحبه في الحال ، لأنه يشعر أنه قد حقق ذاته ، وأكدها بين زملائه . 
شروط طريقة المناقشة وإجراءاتها : 
1 ـ على المعلم أن يحدد نوعية الموضوع الذي يريد تدريسه ، وهل هو يصلح لأن يتبع في أدائه أسلوب المناقشة أم لا ، فبعض موضوعات القواعد قد لا يصلح أداؤها بطريقة المناقشة ، بينما إثارة الحوار والنقاش حول الظروف الاجتماعية والثقافية والسياسية التي كانت سائدة وقت نبوغ أحد الشعراء ، قد تكون مناسبة لذلك . 
2 ـ بعد تعيين الموضوع المطروح للمناقشة ، ينبغي على المدرس أن يخبر طلابه به ، كي يبدؤوا قراءاتهم حوله ، ليكونوا خلفية معقولة عنه . 
3 ـ قد يكون من المناسب أن يرتب المدرس طلابه في الفصل عند جلوسهم على شكل نصف 
دائرة ، كي تتم المجابهة بينهم ، وهذا يسمح لهم برؤية تعبيرات وجوههم وانفعالاتهم . 
4 ـ ينبغي أن يخصص المعلم في البداية جزءا قليلا من وقت الناقشة لتوضيح موضوعها ، والأفكار الرئيسة فيها ، والأهداف التي يسعى إلى تحقيقها . 
5 ـ قد يكتشف المعلم أن هناك بعض الطلاب الذين يريدون أن يسيطروا على جو الناقشة ، بسبب شخصياتهم القوية ، أو لقراءتهم كثيرا حول الموضوع ، وهنا على المدرس ألا يحبطهم أو يكبتهم ، وإنما عليه أن يضع من الضوابط ما يوقفهم عند حد معين حتى لا يضيعون فرص الاستفادة على الآخرين . 
6 ـ عند المناقشة ينبغي على المعلم أن يكون حريصا على ألا يخرج أحد الطلاب عن حدود الموضوع الذي حدده . 
7 ـ على المعلم أن يكون حريصا على أن تسير المناقشة في طريقها الذي رسمه لها مسبقا بحيث تؤدى في النهاية إلى تحقيق الأهداف التي رسمها لها قبل الدرس . 
8 ـ ينبغي على المعلم أن يبدأ المناقشة ، ويبين الهدف منها ، وفى أثنائها يجب أن يجعلها مستمرة ، بإثارة بعض الأمثلة التي تعيدها إلى ما كانت عليه ، إذا ما رأى هبوط حيويتها . 
9 ـ من المفضل أن يلخص المدرس ـ من حين لآخر ما وصلت إليه المناقشة . 
10 ـ ينبغي على المعلم كتابة العناصر الأساسية للمناقشة على السبورة ، أو يعهد لأحد طلابه بكتابتها . 
11 ـ في نهاية المناقشة يأتي دور المدرس في ربط جميع الخيوط التي دارت حولها المناقشة إلى بعضها البعض ، بحيث تتضح أمام الطلاب وحدة الموضوع وتماسكه ، واستنتاج الأهداف العامة التي وضعت له أصلا لتحقيقها . 
إيجابيات طريقة الناقشة : 
1 ـ إن المناقشة تجعل الطلاب مشاركين فعليين في الدرس . 
2 ـ بمشاركة الطلاب الفعلية في المناقشة يزداد تقديرهم للعلم الذي يتعلمونه . 
3 ـ هذا الأسلوب في التدريس يستثير قدرات الطلاب العقلية ، ويجعلها في أفضل حالاتها ، نظرا لحالة التحدي العلمي الذي يعيشه الطلاب في الفصل . 
4 ـ ينمى فيهم هذا الأسلوب عادة احترام آراء الآخرين وتقدير مشاعرهم . 
5 ـ يساعد هذا الأسلوب على تعويد الطلاب على مواجهة المواقف ، وعدم الخوف أو التحرج من إبداء آرائهم . 
6 ـ هذا الأسلوب يجعل الطالب يشعر بالفخر والاعتزاز ، عندما يجد نفسه قد أضاف جديدا إلى رصيد زملائه المعرفي بعدا جديدا . 
7 ـ هذه الطريقة تنمى لدى الطلاب روح العمل الجماعي . 
8 ـ يفيد هذا الأسلوب ـ تربويا ـ في تعويد الطلاب على ألا يكونوا متعصبين لآرائهم ومقترحاتهم . 
سلبيات طريقة المناقشة : 
1 ـ إذا لم يحدد المدرس موضوعه جيدا ، فقد تختلط عليه الأمور . 
2 ـ قد يسرق عنصر الوقت المتكلمين لكثرة عددهم . 
3 ـ إن المعلم الذي لا يكون واعيا لشخصيات طلابه في الفصل ، قد ينفلت منه الزمام بحيث تسيطر منهم مجموعة على الحديث . 
4 ـ إذا لم يطلب المعلم من طلابه قراءة الموضوع مسبقا ، فإن درسه سوف يتحول إلى مجموعة من المهاترات الفارغة ، لأنها ستكون مناقشات بلا أساس . 
5 - إذا لم يضبط المعلم ‘دارة الحوار والنقاش بين الطلاب ، فإن الدرس سوف يتحول إلى مكان للفوضى يتحدث فيه الجميع كما يشاء . 
6 - إذا لم يهتم المعلم بتسجيل الأفكار المهمة التي ترد أثناء المناقشة في الوقت المناسب ، فإنها قد تضيع وتضيع الفائدة المرجوة منها . 
بعض طرق التدريس الأخرى : 
هناك طرق وأساليب تدريسية أخرى لا تقل أهمية عن سابقاتها ، ولكن استعمالها ينحصر داخل البلاد المتطورة ، كأمريكا وغيرها من الدول المتقدمة ، وقل أو يكاد ينعدم استعمالها في البلاد النامية لقلة الإمكانات ، أو لعدم وجود المناخ التعليمي المناسب لتطبيقها . ومن هذه الطرق الآتي : 
1 ـ طريقة التدريس من خلال اللجان : 
إحدى الطرق الحديثة التي تعتمد على تقسيم الطلاب إلى جماعات ، مع مراعاة الفروق الفردية بينهم من جانب ، وبين الجماعات من جانب آخر . 
2 ـ طريقة المشروع : 
إحدى طرق التدريس الحديثة والمتطورة المنفذة في البلاد المتقدمة ولاسيما الولايات المتحدة ، وهى تقوم على التفكير في المشروعات التي تثير اهتمامات الطلاب الشخصية ، وأهداف المنهج الموضوع من قبل الخبراء . تجمع هذه الطريقة بين القراءة ، وبين الاطلاع على المشروع ، والخبرة العلمية ، والممارسات النشطة التي يقوم بها الطلاب . 
3 ـ طريقة حل المشكلات : 
من الأساليب التدريسية الشائعة ، والمفيدة تربويا ، حيث تنمى عددا من المهارات بين الطلاب ، تنفذ هذه الطريقة مع الطلاب على شكل جماعات وأفراد وفى كل المراحل ، مثلها مثل طريقة المشروع في الولايات المتحدة . هدفها حل المشكلات التي تواجه الأفراد عن طريق تفتيت المشكلة إلى عناصرها المكونة لها ، تم دراسة كل عنصر على حدة 
إلا أن هناك من ينظر إلي عناصر العملية التعليمية بوجهة نظر مختلف على ما ذكر سالفا، فمثلا ينظر جانيه وبرجز إلى عناصر العملية التعليمية بأنه متكونة من الآتي:
1. جذب الانتباه.
2. إلمام المتعلم بهدف الدرس
3. استثارة الخبرات السابقة للمتعلمين
4. عرض المادة التعليمية وشرحها
5. تزويد المتعلم بالإرشادات اللازمة
6. استدعاء أداء المتعلمين وردود فعلهم
7. تزويد المتعلم بتغذية راجعة إعلامية
8. تقويم أداء المتعلمين
9. تأمين المواقف التطبيقية العملية للمتعلمين
إما دافيد ميرل فينظر إلى عناصر العملية التعليمية بأنها تتكون من الآتي:
1. طرح (أو تعليم) المعلومات العامة
2. اختبار المعلومات العامة
3. طرح أو تعليم الأمثلة التي توضح المعلومات العامة
4. اختبار الأمثلة التي توضح المعلومات العامة
5. إتاحة الممارسة
6. التزويد بالتغذية الراجعة

منقول